البطاقة المدرسية
هي عبارة عن ملف يضم معلومات شخصية عن الطالب والتي تتضمن الكثير من الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والدراسية والنفسية.كما وتتضمن نشاطات وسلوكيات الطالب الاجتماعية كعلاقته بأقرانه ومع المعلمين والمدرسين وإدارة المدرسة .كما وتتضمن قدرات وميول ورغبات الطالب,وتعمل على تشخص نقاط القوة والضعف في شخصيته
.وبذلك تعد نموذج جيد على توثيق بيانات الطالب منذ المراحل التعليمية الأولى، وهذا يساهم في(التشخيص وإلمعالجة) المشكلات التي يعاني منها عند انتقاله من مرحلة دراسية لأخرى وبالتالي التعامل معه على وفق الأساليب التربوية الصحيحة التي تكفل تقديم أفضل مستويات التعليم.
إلا أن هناك الكثير من المشكلات التي تواجهنا بخصوص البطاقة المدرسية وهي:
1)إن الغاية الأساسية من البطاقة المدرسية هو معرفة كل التفاصيل عن الطالب ومنها التفاصيل (الجسمية -الاجتماعية –الدراسية-الاقتصادية- السلوكية) ومن خلال هذه المعلومات نستطيع التوصل إلى نوعية وطبيعة المشكلات التي يعاني، ولكن هذا غير موجود على ارض الواقع إذ أصبحت البطاقة مجرد حبر على ورق وملئ حقول ليس لها قيمة تربوية.
2)معظم المعلومات التي تدرج في حقول البطاقة عن سلوكيات الطالب غير دقيقة وأحيانا يكون مبالغ بها لذا تعد غير كافية لاتخاذ القرارات بشأنها .فضلاً عن ذلك فان الطلبة وأولياء أموهم لا يدلون بالمعلومات الصحيحة,وخصوصا المعلومات التي لها خصوصية والتي تحاول الأسرة إخفاءها لأنها قد تكون مخجلة بالنسبة لهم.
3 ) وفضلا عما سبق تصبح البطاقة المدرسية غير مجدية في (التشخيص والمعالجة) لكل المشكلات والأزمات التي يتعرض لها الطالب خلال مسيرته التعليمية.بمعنى إن الحكم يكون غير دقيق على مجرد سجل تراكمي روتيني يحتوي على معلومات معظمها غير دقيقة.
4) البطاقة المدرسية تبدأ من المرحلة الابتدائية ولكنها غير موجودة في مرحلة(الروضة والجامعة)وهذا يعد خطأ كبير لان شخصية الفرد تبدأ بالتكوين في مرحلة الطفولة لذا تعد هذه المرحلة من المراحل المهمة التي لا يمكن تجاهلها .كما وان وصول الطالب إلى المرحلة الجامعية لا يعني بالضرورة انتهاء مشكلاته وأزماته لان كل علماء النفس يؤكدون بان لكل مرحلة عمرية لها خصائصها ومميزاتها ومتطلباتها ومشكلاتها لذا لا يمكننا تجاهل هذه المرحلة المهمة في مسيرة حياة الطالب التعليمية.لان تجاهلها يتنافى مع أهم الأهداف التي جاءت من اجلها البطاقة وهو التتبع.إذ إن معظم الدول المجاورة تطلق على البطاقة المدرسية ب(السجل التراكمي ألتتبعي للطالب)
5) هذا السجل التراكمي ألتتبعي يعد من أهم مصادر جمع المعلومات عن الطالب من قبل المرشدين التربويين والنفسيين خصوصاً إذا كان يحتوي على معلومات مدونة بشكل صحيح ودقيق لا مجرد ملئ حقول.
6) في كل دول العالم يعتمد المرشد التربوي والنفسي على البطاقة من اجل معرفة كل الظروف المحيطة بالطالب.وبعد معرفتها تطبيق النظريات النفسية في تشخيص ووضع البرامج العلاجية لحل المشكلات والأزمات التي يعاني منها. ولكن مع كل الأسف في العراق أصبحت البطاقة المدرسية مجرد عبء وأوراق روتينية على مرشد الصف ملأها.
7)لم يعد أي سرية للمعلومات في البطاقة المدرسية,بل واخذ الأمر إلى ابعد من ذلك إذا لم تعد الوزارة تزويد المدارس بالبطاقة المدرسية .لذا تقوم إدارات المدارس بإجبار أولياء الأمور على شرائها من المكتبات الخاصة وهم من يملئ حقولها مما افقدها قيمتها.
الحلول:
1) علينا شمل كل المراحل الدراسية بالبطاقة ابتدءا من مرحلة (الروضة وانتهاء بالجامعة.. )لما أهمية وخصوصية كل مرحلة من مراحل الطالب.
2) وبناءا على ما ورد يجب علينا استحداث اسم جديد للبطاقة المدرسية ليتماشى مع كل المراحل وهو (السجل التراكمي للطالب) وهذه التسمية موجودة في معظم الدول العربية والمتقدمة.
3) ضرورة تفعيل دور وزارة التربية في تجهيز المدارس بالبطاقات المدرسية الكافية .كما ويتم تفعيل دور إدارات المدارس من خلال منع خروج البطاقة من المدرسة لما تحتويه من معلومات سرية علينا الحفاظ عليها حتى لا تفقد قيمتها.
4) ضرورة تفعيل دور البطاقة وذلك من خلال إبراز أهميتها في تقويم الطالب من كل النواحي وتقرير مصيره في القبول في المرحلة ألاحقة
5) ضرورة تفعيل وتنشيط دور مرشد الصف وإخضاعه لدورات تدريبه للتعرف على كيفية التعامل والتفاعل مع البطاقة بأمانة وعدم التهاون في ملئ الحقول بالمعلومات الصحيحة وبعيداً عن المجاملة.من أجل الاستفادة منها والرجوع أليها لمعرفة تاريخ حياة الطالب من كل النواحي (الشخصية والاجتماعية والصحية والنفسية) وإعطاء ثمارها التي جاءت من اجلها..
6) ضرورة تفعيل دور المرشد النفسي والتربوي من خلال الاستفادة من البطاقة المدرسية في تشخيص سلوكيات الطالب وخصوصا في المرحلة الابتدائية لانها تعد البيئة الأساسية في بناء شخصية وتقيم سلوكه من اجل معالجة الخطأ من البداية قبل استفحاله.
7)بما إننا مجتمع متحضر علينا مواكبة التطورات الحاصلة في كل بلدان العالم.ومن هذه التطورات استحداث نظام السجل التراكمي الإلكتروني للطالب.
ونظام السجل التراكمي الإلكتروني للطالب عبارة عن نظام آلي مصمم لحفظ جميع بيانات الطالب بما فيها البيانات الشخصية والسجل الأكاديمي والصحي والسلوكي والاجتماعي وسجل صعوبات التعلم وتوثيق إنجازات الطالب ومواهبه إلكترونيا منذ التحاقه بالمرحلة الابتدائية وحتى تخرجه من المرحلة الثانوية.
الهدف من السجل الإلكتروني للطالب هو توثيق بيانات الطالب بكل أنواعها، وتيسير التواصل بين المدرسة وإدارات التعليم واتخاذ القرارات المتعلقة بالطالب، وسرعة الوصول إلى المعلومات من قبل إدارات الوزارة، وتوفير جميع الإحصاءات اللازمة، كما تتوافر في النظام خاصية سرية البيانات، حيث يتم الدخول للنظام من خلال اسم مستخدم وكلمة سر، كما أن هذه الصلاحية موجودة على مستوى المدرسة فقط، ولا يمكن إجراء أي تعديلات على سجلات الفصول السابقة بينما يتم الاحتفاظ بالتعديلات في السجل السلوكي في ملفات جانبية مع بيان تفاصيل هذا التعديل.
9)أاستحداث قانون يجبر ولي أمر الطالب بالإبلاغ عن كل ما يستجد من البيانات وخصوصا العنوان وتلفون المنزل والتلفون النقال. 1) سهولة الوصول للبيانات من الإدارات المدرسية ورفع كل التعقيدات الموجودة ، لأن أهم الإطراف لمتابعة الطالب هي إدارات المدارس.
11) ضرورة تطابق هذا النظام الالكتروني لبنود هيئة ضمان الجودة لتفادي إعادة تشكيل البيانات داخليا بالمدارس.
قصة حقيقية تخص موضوع البطاقة المدرسية واهميتها
المعلمة
حين وقفت المعلمة أمام الصف الخامس في أول يوم تستأنف فيه الدراسة، وألقت على مسامع التلاميذ جملة لطيفة تجاملهم بها، نظرت لتلاميذها وقالت لهم: إنني أحبكم جميعاً، هكذا كما يفعل جميع المعلمين والمعلمات، ولكنها كانت تستثني في نفسها تلميذاً يجلس في الصف الأمامي، يدعى تيدي ستودارد.
لقد راقبت السيدة تومسون الطفل تيدي خلال العام السابق، ولاحظت أنه لا يلعب مع بقية الأطفال، وأن ملابسه دائماً متسخة، وأنه دائماً يحتاج إلى حمام، بالإضافة إلى أنه يبدو شخصاً غير مبهج، وقد بلغ الأمر أن السيدة تومسون كانت تجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر عريض الخط، وتضع عليها علامات x بخط عريض، وبعد ذلك تكتب عبارة "راسب" في أعلى تلك الأوراق.
وفي المدرسة التي كانت تعمل فيها السيدة تومسون، كان يطلب منها مراجعة السجلات الدراسية السابقة لكل تلميذ، فكانت تضع سجل الدرجات الخاص بتيدي في النهاية. وبينما كانت تراجع ملفه فوجئت بشيء ما!!
لقد كتب معلم تيدي في الصف الأول الابتدائي ما يلي: "تيدي طفل ذكي ويتمتع بروح مرحة. إنه يؤدي عمله بعناية واهتمام، وبطريقة منظمة، كما أنه يتمتع بدماثة الأخلاق".
وكتب عنه معلمه في الصف الثاني: "تيدي تلميذ نجيب، ومحبوب لدى زملائه في الصف، ولكنه منزعج وقلق بسبب إصابة والدته بمرض عضال، مما جعل الحياة في المنزل تسودها المعاناة والمشقة والتعب".
أما معله في الصف الثالث فقد كتب عنه: "لقد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه.. لقد حاول الاجتهاد، وبذل أقصى ما يملك من جهود، ولكن والده لم يكن مهتماً، وإن الحياة في منزله سرعان ما ستؤثر عليه إن لم تتخذ بعض الإجراءات".
بينما كتب عنه معلمه في الصف الرابع: "تيدي تلميذ منطو على نفسه، ولا يبدي الكثير من الرغبة في الدراسة، وليس لديه الكثير من الأصدقاء، وفي بعض الأحيان ينام أثناء الدرس".
وهنا أدركت السيدة تومسون المشكلة، فشعرت بالخجل والاستحياء من نفسها على ما بدر منها، وقد تأزم موقفها إلى الأسوأ عندما أحضر لها تلاميذها هدايا عيد الميلاد ملفوفة في أشرطة جميلة وورق براق، ما عدا تيدي. فقد كانت الهدية التي تقدم بها لها في ذلك اليوم ملفوفة بسماجة وعدم انتظام، في ورق داكن اللون، مأخوذ من كيس من الأكياس التي توضع فيها الأغراض من بقالة، وقد تألمت السيدة تومسون وهي تفتح هدية تيدي، وانفجر بعض التلاميذ بالضحك عندما وجدت فيها عقداً مؤلفاً من ماسات مزيفة ناقصة الأحجار، وقارورة عطر ليس فيها إلا الربع فقط.. ولكن سرعان ما كف أولئك التلاميذ عن الضحك عندما عبَّرت السيدة تومسون عن إعجابها الشديد بجمال ذلك العقد ثم لبسته على عنقها ووضعت قطرات من العطر على معصمها. ولم يذهب تيدي بعد الدراسة إلى منزله في ذلك اليوم. بل انتظر قليلاً من الوقت ليقابل السيدة تومسون ويقول لها: إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي! !
وعندما غادر التلاميذ المدرسة، انفجرت السيدة تومسون في البكاء لمدة ساعة على الأقل، لأن تيدي أحضر لها زجاجة العطر التي كانت والدته تستعملها، ووجد في معلمته رائحة أمه الراحلة!، ومنذ ذلك اليوم توقفت عن تدريس القراءة، والكتابة، والحساب، وبدأت بتدريس الأطفال المواد كافة "معلمة فصل"، وقد أولت السيدة تومسون اهتماماً خاصاً لتيدي، وحينما بدأت التركيز عليه بدأ عقله يستعيد نشاطه، وكلما شجعته كانت استجابته أسرع، وبنهاية السنة الدراسية، أصبح تيدي من أكثر التلاميذ تميزاً في الفصل، وأبرزهم ذكاء، وأصبح أحد التلايمذ المدللين عندها.
وبعد مضي عام وجدت السيدة تومسون مذكرة عند بابها للتلميذ تيدي، يقول لها فيها: "إنها أفضل معلمة قابلها في حياته".
مضت ست سنوات دون أن تتلقى أي مذكرة أخرى منه. ثم بعد ذلك كتب لها أنه أكمل المرحلة الثانوية، وأحرز المرتبة الثالثة في فصله، وأنها حتى الآن مازالت تحتل مكانة أفضل معلمة قابلها طيلة حياته.
وبعد انقضاء أربع سنوات على ذلك، تلقت خطاباً آخر منه يقول لها فيه: "إن الأشياء أصبحت صعبة، وإنه مقيم في الكلية لا يبرحها، وإنه سوف يتخرج قريباً من الجامعة بدرجة الشرف الأولى، وأكد لها كذلك في هذه الرسالة أنها أفضل وأحب معلمة عنده حتى الآن".
وبعد أربع سنوات أخرى، تلقت خطاباً آخر منه، وفي هذه المرة أوضح لها أنه بعد أن حصل على درجة البكالوريوس، قرر أن يتقدم قليلاً في الدراسة، وأكد لها مرة أخرى أنها أفضل وأحب معلمة قابلته طوال حياته، ولكن هذه المرة كان اسمه طويلاً بعض الشيء، دكتور ثيودور إف. ستودارد!!
لم تتوقف القصة عند هذا الحد، لقد جاءها خطاب آخر منه في ذلك الربيع، يقول فيه: "إنه قابل فتاة، وأنه سوف يتزوجها، وكما سبق أن أخبرها بأن والده قد توفي قبل عامين، وطلب منها أن تأتي لتجلس مكان والدته في حفل زواجه، وقد وافقت السيدة تومسون على ذلك"، والعجيب في الأمر أنها كانت ترتدي العقد نفسه الذي أهداه لها في عيد الميلاد منذ سنوات طويلة مضت، والذي كانت إحدى أحجاره ناقصة، والأكثر من ذلك أنه تأكد من تعطّرها بالعطر نفسه الذي ذَكّرهُ بأمه في آخر عيد ميلاد!!
واحتضن كل منهما الآخر، وهمس (دكتور ستودارد) في أذن السيدة تومسون قائلاً لها، أشكرك على ثقتك فيّ، وأشكرك أجزل الشكر على أن جعلتيني أشعر بأنني مهم، وأنني يمكن أن أكون مبرزاً ومتميزاً.
فردت عليه السيدة تومسون والدموع تملأ عينيها: أنت مخطئ، لقد كنت أنت من علمني كيف أكون معلمة مبرزة ومتميزة، لم أكن أعرف كيف أعلِّم، حتى قابلتك.
(تيدي ستودارد هو الطبيب الشهير الذي لديه جناح باسم مركز "ستودارد" لعلاج السرطان في مستشفى ميثوددست في ديس مونتيس ولاية أيوا بالولايات المتحدة الأمريكية، ويعد من أفضل مراكز العلاج ليس في الولاية نفسها وإنما على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية).
إن الحياة ملأى بالقصص والأحداث التي إن تأملنا فيها أفادتنا حكمة واعتباراً. والعاقل لا ينخدع بالقشور عن اللباب، ولا بالمظهر عن المخبر، ولا بالشكل عن المضمون. يجب ألا تتسرع في إصدار الأحكام، وأن تسبر غور ما ترى، خاصة إذا كان الذي أمامك نفساً إنسانية بعيدة الأغوار، موّارة بالعواطف، والمشاعر، والأحاسيس، والأهواء، والأفكار. أرجو أن تكون هذه القصة موقظة لمن يقرؤها من الآباء والأمهات، والمعلمين والمعلمات، والأصدقاء والصديقات.
هي عبارة عن ملف يضم معلومات شخصية عن الطالب والتي تتضمن الكثير من الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والدراسية والنفسية.كما وتتضمن نشاطات وسلوكيات الطالب الاجتماعية كعلاقته بأقرانه ومع المعلمين والمدرسين وإدارة المدرسة .كما وتتضمن قدرات وميول ورغبات الطالب,وتعمل على تشخص نقاط القوة والضعف في شخصيته
.وبذلك تعد نموذج جيد على توثيق بيانات الطالب منذ المراحل التعليمية الأولى، وهذا يساهم في(التشخيص وإلمعالجة) المشكلات التي يعاني منها عند انتقاله من مرحلة دراسية لأخرى وبالتالي التعامل معه على وفق الأساليب التربوية الصحيحة التي تكفل تقديم أفضل مستويات التعليم.
إلا أن هناك الكثير من المشكلات التي تواجهنا بخصوص البطاقة المدرسية وهي:
1)إن الغاية الأساسية من البطاقة المدرسية هو معرفة كل التفاصيل عن الطالب ومنها التفاصيل (الجسمية -الاجتماعية –الدراسية-الاقتصادية- السلوكية) ومن خلال هذه المعلومات نستطيع التوصل إلى نوعية وطبيعة المشكلات التي يعاني، ولكن هذا غير موجود على ارض الواقع إذ أصبحت البطاقة مجرد حبر على ورق وملئ حقول ليس لها قيمة تربوية.
2)معظم المعلومات التي تدرج في حقول البطاقة عن سلوكيات الطالب غير دقيقة وأحيانا يكون مبالغ بها لذا تعد غير كافية لاتخاذ القرارات بشأنها .فضلاً عن ذلك فان الطلبة وأولياء أموهم لا يدلون بالمعلومات الصحيحة,وخصوصا المعلومات التي لها خصوصية والتي تحاول الأسرة إخفاءها لأنها قد تكون مخجلة بالنسبة لهم.
3 ) وفضلا عما سبق تصبح البطاقة المدرسية غير مجدية في (التشخيص والمعالجة) لكل المشكلات والأزمات التي يتعرض لها الطالب خلال مسيرته التعليمية.بمعنى إن الحكم يكون غير دقيق على مجرد سجل تراكمي روتيني يحتوي على معلومات معظمها غير دقيقة.
4) البطاقة المدرسية تبدأ من المرحلة الابتدائية ولكنها غير موجودة في مرحلة(الروضة والجامعة)وهذا يعد خطأ كبير لان شخصية الفرد تبدأ بالتكوين في مرحلة الطفولة لذا تعد هذه المرحلة من المراحل المهمة التي لا يمكن تجاهلها .كما وان وصول الطالب إلى المرحلة الجامعية لا يعني بالضرورة انتهاء مشكلاته وأزماته لان كل علماء النفس يؤكدون بان لكل مرحلة عمرية لها خصائصها ومميزاتها ومتطلباتها ومشكلاتها لذا لا يمكننا تجاهل هذه المرحلة المهمة في مسيرة حياة الطالب التعليمية.لان تجاهلها يتنافى مع أهم الأهداف التي جاءت من اجلها البطاقة وهو التتبع.إذ إن معظم الدول المجاورة تطلق على البطاقة المدرسية ب(السجل التراكمي ألتتبعي للطالب)
5) هذا السجل التراكمي ألتتبعي يعد من أهم مصادر جمع المعلومات عن الطالب من قبل المرشدين التربويين والنفسيين خصوصاً إذا كان يحتوي على معلومات مدونة بشكل صحيح ودقيق لا مجرد ملئ حقول.
6) في كل دول العالم يعتمد المرشد التربوي والنفسي على البطاقة من اجل معرفة كل الظروف المحيطة بالطالب.وبعد معرفتها تطبيق النظريات النفسية في تشخيص ووضع البرامج العلاجية لحل المشكلات والأزمات التي يعاني منها. ولكن مع كل الأسف في العراق أصبحت البطاقة المدرسية مجرد عبء وأوراق روتينية على مرشد الصف ملأها.
7)لم يعد أي سرية للمعلومات في البطاقة المدرسية,بل واخذ الأمر إلى ابعد من ذلك إذا لم تعد الوزارة تزويد المدارس بالبطاقة المدرسية .لذا تقوم إدارات المدارس بإجبار أولياء الأمور على شرائها من المكتبات الخاصة وهم من يملئ حقولها مما افقدها قيمتها.
الحلول:
1) علينا شمل كل المراحل الدراسية بالبطاقة ابتدءا من مرحلة (الروضة وانتهاء بالجامعة.. )لما أهمية وخصوصية كل مرحلة من مراحل الطالب.
2) وبناءا على ما ورد يجب علينا استحداث اسم جديد للبطاقة المدرسية ليتماشى مع كل المراحل وهو (السجل التراكمي للطالب) وهذه التسمية موجودة في معظم الدول العربية والمتقدمة.
3) ضرورة تفعيل دور وزارة التربية في تجهيز المدارس بالبطاقات المدرسية الكافية .كما ويتم تفعيل دور إدارات المدارس من خلال منع خروج البطاقة من المدرسة لما تحتويه من معلومات سرية علينا الحفاظ عليها حتى لا تفقد قيمتها.
4) ضرورة تفعيل دور البطاقة وذلك من خلال إبراز أهميتها في تقويم الطالب من كل النواحي وتقرير مصيره في القبول في المرحلة ألاحقة
5) ضرورة تفعيل وتنشيط دور مرشد الصف وإخضاعه لدورات تدريبه للتعرف على كيفية التعامل والتفاعل مع البطاقة بأمانة وعدم التهاون في ملئ الحقول بالمعلومات الصحيحة وبعيداً عن المجاملة.من أجل الاستفادة منها والرجوع أليها لمعرفة تاريخ حياة الطالب من كل النواحي (الشخصية والاجتماعية والصحية والنفسية) وإعطاء ثمارها التي جاءت من اجلها..
6) ضرورة تفعيل دور المرشد النفسي والتربوي من خلال الاستفادة من البطاقة المدرسية في تشخيص سلوكيات الطالب وخصوصا في المرحلة الابتدائية لانها تعد البيئة الأساسية في بناء شخصية وتقيم سلوكه من اجل معالجة الخطأ من البداية قبل استفحاله.
7)بما إننا مجتمع متحضر علينا مواكبة التطورات الحاصلة في كل بلدان العالم.ومن هذه التطورات استحداث نظام السجل التراكمي الإلكتروني للطالب.
ونظام السجل التراكمي الإلكتروني للطالب عبارة عن نظام آلي مصمم لحفظ جميع بيانات الطالب بما فيها البيانات الشخصية والسجل الأكاديمي والصحي والسلوكي والاجتماعي وسجل صعوبات التعلم وتوثيق إنجازات الطالب ومواهبه إلكترونيا منذ التحاقه بالمرحلة الابتدائية وحتى تخرجه من المرحلة الثانوية.
الهدف من السجل الإلكتروني للطالب هو توثيق بيانات الطالب بكل أنواعها، وتيسير التواصل بين المدرسة وإدارات التعليم واتخاذ القرارات المتعلقة بالطالب، وسرعة الوصول إلى المعلومات من قبل إدارات الوزارة، وتوفير جميع الإحصاءات اللازمة، كما تتوافر في النظام خاصية سرية البيانات، حيث يتم الدخول للنظام من خلال اسم مستخدم وكلمة سر، كما أن هذه الصلاحية موجودة على مستوى المدرسة فقط، ولا يمكن إجراء أي تعديلات على سجلات الفصول السابقة بينما يتم الاحتفاظ بالتعديلات في السجل السلوكي في ملفات جانبية مع بيان تفاصيل هذا التعديل.
9)أاستحداث قانون يجبر ولي أمر الطالب بالإبلاغ عن كل ما يستجد من البيانات وخصوصا العنوان وتلفون المنزل والتلفون النقال. 1) سهولة الوصول للبيانات من الإدارات المدرسية ورفع كل التعقيدات الموجودة ، لأن أهم الإطراف لمتابعة الطالب هي إدارات المدارس.
11) ضرورة تطابق هذا النظام الالكتروني لبنود هيئة ضمان الجودة لتفادي إعادة تشكيل البيانات داخليا بالمدارس.
قصة حقيقية تخص موضوع البطاقة المدرسية واهميتها
المعلمة
حين وقفت المعلمة أمام الصف الخامس في أول يوم تستأنف فيه الدراسة، وألقت على مسامع التلاميذ جملة لطيفة تجاملهم بها، نظرت لتلاميذها وقالت لهم: إنني أحبكم جميعاً، هكذا كما يفعل جميع المعلمين والمعلمات، ولكنها كانت تستثني في نفسها تلميذاً يجلس في الصف الأمامي، يدعى تيدي ستودارد.
لقد راقبت السيدة تومسون الطفل تيدي خلال العام السابق، ولاحظت أنه لا يلعب مع بقية الأطفال، وأن ملابسه دائماً متسخة، وأنه دائماً يحتاج إلى حمام، بالإضافة إلى أنه يبدو شخصاً غير مبهج، وقد بلغ الأمر أن السيدة تومسون كانت تجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر عريض الخط، وتضع عليها علامات x بخط عريض، وبعد ذلك تكتب عبارة "راسب" في أعلى تلك الأوراق.
وفي المدرسة التي كانت تعمل فيها السيدة تومسون، كان يطلب منها مراجعة السجلات الدراسية السابقة لكل تلميذ، فكانت تضع سجل الدرجات الخاص بتيدي في النهاية. وبينما كانت تراجع ملفه فوجئت بشيء ما!!
لقد كتب معلم تيدي في الصف الأول الابتدائي ما يلي: "تيدي طفل ذكي ويتمتع بروح مرحة. إنه يؤدي عمله بعناية واهتمام، وبطريقة منظمة، كما أنه يتمتع بدماثة الأخلاق".
وكتب عنه معلمه في الصف الثاني: "تيدي تلميذ نجيب، ومحبوب لدى زملائه في الصف، ولكنه منزعج وقلق بسبب إصابة والدته بمرض عضال، مما جعل الحياة في المنزل تسودها المعاناة والمشقة والتعب".
أما معله في الصف الثالث فقد كتب عنه: "لقد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه.. لقد حاول الاجتهاد، وبذل أقصى ما يملك من جهود، ولكن والده لم يكن مهتماً، وإن الحياة في منزله سرعان ما ستؤثر عليه إن لم تتخذ بعض الإجراءات".
بينما كتب عنه معلمه في الصف الرابع: "تيدي تلميذ منطو على نفسه، ولا يبدي الكثير من الرغبة في الدراسة، وليس لديه الكثير من الأصدقاء، وفي بعض الأحيان ينام أثناء الدرس".
وهنا أدركت السيدة تومسون المشكلة، فشعرت بالخجل والاستحياء من نفسها على ما بدر منها، وقد تأزم موقفها إلى الأسوأ عندما أحضر لها تلاميذها هدايا عيد الميلاد ملفوفة في أشرطة جميلة وورق براق، ما عدا تيدي. فقد كانت الهدية التي تقدم بها لها في ذلك اليوم ملفوفة بسماجة وعدم انتظام، في ورق داكن اللون، مأخوذ من كيس من الأكياس التي توضع فيها الأغراض من بقالة، وقد تألمت السيدة تومسون وهي تفتح هدية تيدي، وانفجر بعض التلاميذ بالضحك عندما وجدت فيها عقداً مؤلفاً من ماسات مزيفة ناقصة الأحجار، وقارورة عطر ليس فيها إلا الربع فقط.. ولكن سرعان ما كف أولئك التلاميذ عن الضحك عندما عبَّرت السيدة تومسون عن إعجابها الشديد بجمال ذلك العقد ثم لبسته على عنقها ووضعت قطرات من العطر على معصمها. ولم يذهب تيدي بعد الدراسة إلى منزله في ذلك اليوم. بل انتظر قليلاً من الوقت ليقابل السيدة تومسون ويقول لها: إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي! !
وعندما غادر التلاميذ المدرسة، انفجرت السيدة تومسون في البكاء لمدة ساعة على الأقل، لأن تيدي أحضر لها زجاجة العطر التي كانت والدته تستعملها، ووجد في معلمته رائحة أمه الراحلة!، ومنذ ذلك اليوم توقفت عن تدريس القراءة، والكتابة، والحساب، وبدأت بتدريس الأطفال المواد كافة "معلمة فصل"، وقد أولت السيدة تومسون اهتماماً خاصاً لتيدي، وحينما بدأت التركيز عليه بدأ عقله يستعيد نشاطه، وكلما شجعته كانت استجابته أسرع، وبنهاية السنة الدراسية، أصبح تيدي من أكثر التلاميذ تميزاً في الفصل، وأبرزهم ذكاء، وأصبح أحد التلايمذ المدللين عندها.
وبعد مضي عام وجدت السيدة تومسون مذكرة عند بابها للتلميذ تيدي، يقول لها فيها: "إنها أفضل معلمة قابلها في حياته".
مضت ست سنوات دون أن تتلقى أي مذكرة أخرى منه. ثم بعد ذلك كتب لها أنه أكمل المرحلة الثانوية، وأحرز المرتبة الثالثة في فصله، وأنها حتى الآن مازالت تحتل مكانة أفضل معلمة قابلها طيلة حياته.
وبعد انقضاء أربع سنوات على ذلك، تلقت خطاباً آخر منه يقول لها فيه: "إن الأشياء أصبحت صعبة، وإنه مقيم في الكلية لا يبرحها، وإنه سوف يتخرج قريباً من الجامعة بدرجة الشرف الأولى، وأكد لها كذلك في هذه الرسالة أنها أفضل وأحب معلمة عنده حتى الآن".
وبعد أربع سنوات أخرى، تلقت خطاباً آخر منه، وفي هذه المرة أوضح لها أنه بعد أن حصل على درجة البكالوريوس، قرر أن يتقدم قليلاً في الدراسة، وأكد لها مرة أخرى أنها أفضل وأحب معلمة قابلته طوال حياته، ولكن هذه المرة كان اسمه طويلاً بعض الشيء، دكتور ثيودور إف. ستودارد!!
لم تتوقف القصة عند هذا الحد، لقد جاءها خطاب آخر منه في ذلك الربيع، يقول فيه: "إنه قابل فتاة، وأنه سوف يتزوجها، وكما سبق أن أخبرها بأن والده قد توفي قبل عامين، وطلب منها أن تأتي لتجلس مكان والدته في حفل زواجه، وقد وافقت السيدة تومسون على ذلك"، والعجيب في الأمر أنها كانت ترتدي العقد نفسه الذي أهداه لها في عيد الميلاد منذ سنوات طويلة مضت، والذي كانت إحدى أحجاره ناقصة، والأكثر من ذلك أنه تأكد من تعطّرها بالعطر نفسه الذي ذَكّرهُ بأمه في آخر عيد ميلاد!!
واحتضن كل منهما الآخر، وهمس (دكتور ستودارد) في أذن السيدة تومسون قائلاً لها، أشكرك على ثقتك فيّ، وأشكرك أجزل الشكر على أن جعلتيني أشعر بأنني مهم، وأنني يمكن أن أكون مبرزاً ومتميزاً.
فردت عليه السيدة تومسون والدموع تملأ عينيها: أنت مخطئ، لقد كنت أنت من علمني كيف أكون معلمة مبرزة ومتميزة، لم أكن أعرف كيف أعلِّم، حتى قابلتك.
(تيدي ستودارد هو الطبيب الشهير الذي لديه جناح باسم مركز "ستودارد" لعلاج السرطان في مستشفى ميثوددست في ديس مونتيس ولاية أيوا بالولايات المتحدة الأمريكية، ويعد من أفضل مراكز العلاج ليس في الولاية نفسها وإنما على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية).
إن الحياة ملأى بالقصص والأحداث التي إن تأملنا فيها أفادتنا حكمة واعتباراً. والعاقل لا ينخدع بالقشور عن اللباب، ولا بالمظهر عن المخبر، ولا بالشكل عن المضمون. يجب ألا تتسرع في إصدار الأحكام، وأن تسبر غور ما ترى، خاصة إذا كان الذي أمامك نفساً إنسانية بعيدة الأغوار، موّارة بالعواطف، والمشاعر، والأحاسيس، والأهواء، والأفكار. أرجو أن تكون هذه القصة موقظة لمن يقرؤها من الآباء والأمهات، والمعلمين والمعلمات، والأصدقاء والصديقات.